Saturday, 5 December 2015

في حضرة السيدة: زاوية رضوى عاشور في معرض نون للكتاب المستعمل، الأردن 2015


عندما اتصل بي منظمو معرض نون للكتاب المستعمل، المنبثق عن مبادرة انكتاب في الأردن، وأخبروني أنه تم الاتفاق على اختيار الراحلة رضوى عاشور كي تكون شخصية المعرض لعام 2015، وأنّ مهمتي - كأحد محبي ومتابعي الراحلة - تتمثل بتحضير زاويةٍ تكريمية تليق بجمال إبداع السيدة، والتنسيق مع الفريق الفني لتصميم وتنفيذ الزاوية كي يتم وضعها في مدخل موقع المعرض، وكذلك في مدخل قصر الثقافة - حيث أقيمت أمسية مريد وتميم البرغوثي الشعرية التكريمية لروح الراحلة -، عرفتُ أنّ مهمةً صعبةً ودقيقةً تنتظرني؛ فالراحلة عظيمة، ومحبوها كثر، وإبداعها فتّان. كيف لي أن أحصي كل تلك التفاصيل أو جلّها في مكانٍ واحد، بصورةٍ تليق بحجم من أتكلم عنه؟

كان هدفي واحداً طوال الوقت: أردتُ أن تكون السيدة معنا. أردتُ زاويةً تشبه رضوى: جميلةً وخفيفةً وحميمية. تلخّص رحلة حياتها وتبرز أهم محطاتها، تغمرها محبة من عرفوها لها، تزينها صور السيدة كي يشعر الزائر أنها معنا اليوم، نراها وترانا، نسمع وتسمع كل ما يقال ويُكتب عنها.

كان البحث عن المحتوى الأنسب للزاوية جهداً مضنياً؛ سعيتُ للبحث عن شتى التفاصيل، قرأتُ الكثير لها وعنها، وقمتُ بتحضير ملفٍّ أسجل به أجمل وأجود ما أجد كي نختار منه المحتوى النهائي للزاوية. 

عملنا سوياً أنا ومنسق الفعاليات الثقافية في معرض نون "منقذ عثمان آغا"، ومسؤولة فريق الإبداع فيه "ديار محيسن" للخروج بالشكل النهائي للزاوية التي قام بتنفيذها مجموعة رائعة من متطوعي الفريق. وقام الشاعر مريد البرغوثي - زوج السيدة - بافتتاحها في أول أيام المعرض، وقد نالت إعجابه وإعجاب كل من زارها من أقارب ومحبي الراحلة. شعرنا جميعاً يومها أننا "في حضرة السيدة"، وكان هذا هو الهدف.


فكرتُ اليوم، ونحن نحيي الذكرى الأولى لرحيل رضوى عاشور، بأن أنشر المحتوى النهائي لتلك الزاوية؛ كي يكون متاحاً لكل محبي السيدة ممن فاتهم حضور المعرض. كذلك، أن أرفق رابطاً للملف الأصلي الذي جمعتُه عن حياة السيدة لمن أحب الاطلاع عليه والاحتفاظ به. يمكنكم الوصول إليه، من هنا: https://goo.gl/EWDkTT


تألفت الزاوية من أربعة أقسام: "رحلة حياة رضوى"، "في حب رضوى"، "قالت رضوى"، و"أبرز أعمال رضوى". أستعرض محتواها معكم تالياً.

--------------------------------

القسم الأول: رحلة حياة رضوى


26 أيار 1946 : وُلدت في القاهرة.
1967 - 1975 : درست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن من نفس الجامعة. نالت درجة الدكتوراة في الأدب الإفريقي الأمريكي من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة.
عملت بالتدريس في كلية الآداب بجامعة عين شمس، كما عملت أستاذة زائرة في جامعات عربية وأوروبية.
1977 : نشرت أول أعمالها النقدية، الطريق إلى الخيمة الأخرى، حول التجربة الأدبية لغسان كنفاني. تنوع إنتاجها الإبداعي بين الدراسات النقدية، والترجمات، والأعمال القصصية والروايات. وتُرجمت بعض أعمالها إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية.
1990 - 1993 : شغلت منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس.


عضوة فاعلة في عدد من المؤسسات والجمعيات مثل لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، واللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية في الجامعات المصرية، ومجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات.

2008 : أصدرت ترجمة إلى الإنجليزية لمختارات شعرية لزوجها الشاعر مريد البرغوثي بعنوان "منتصف الليل وقصائد أخرى".


2012: نالت جائزة سلطان العويس للرواية والقصة من الإمارات.


2013 : أصدرت آخر أعمالها تحت عنوان "أثقل من رضوى.. مقاطع من سيرة ذاتية".
هي زوجة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وأم الشاعر تميم البرغوثي.


30 تشرين الثاني 2014 : رحلت عن عالمنا إثر مرض السرطان.

القسم الثاني: في حب رضوى


- "لست أنت المهم اليوم ولا أنا أيها الحزن، أنا منشغل بها لا بك أنت. بسعيها العسير للنصر في مواجهات زمانها" - مريد البرغوثي.

- "رضوى عاشور اقتراح بوجود بشر أحسن. بسمتها بتقول يا ناس جربتها وأمكن" - تميم البرغوثي.

- "خسرنا مناضلة عظيمة وروائية كبيرة، عاشت وماتت مخلصة لأفكارها ومبادئها، رحم الله الدكتورة رضوى عاشور وخالص العزاء لأسرتها" - علاء الأسواني.

- "رضوى عاشور.. التي علمتنا حب الكتابة.. وداعاً!" - الروائية ميرال الطحاوي.

- "مواقفها الغاضبة لم تكن غضباً بل حباً.. حباً للعالم والخير والجمال" - بهاء جاهين.

- "فيه طاقة نور اتقفلت في حياتي النهاردة.. مع السلامة يا دكتورة رضوی" - الكاتبة رحاب بسام.

- "رضوى جمال رأيها ورأيها جمالها" - مريد البرغوثي.

- "أثقل من رضوى ما تركتنا له وما تركته لنا. رضوى عاشور تركتنا بعدها لا نبكي بل لننتصر، تركتكم بعدها لا تبكوا بل لتنتصروا.." - مريد البرغوثي.

- "أنتِ جميلةٌ كوطنٍ مُحرَّر - وأنا مُتعَبٌ كوطنٍ مُحتلّ
أنتِ حزينةٌ كمخذولٍ يُقاوِم - وأنا مُستَنهَضٌ كحربٍ وشيكَة
أنتِ مُشتهاةٌ كتوقّف الغارة - وأنا مخلوعُ القلب كالباحثِ بين الأنقاضْ
أنتِ جَسورةٌ كَطَيّارٍ يتدرّب - وأنا فخورٌ كجدّته
أنتِ ملهوفةٌ كوالد المريض - وأنا هادئٌ كمُمَرِّضَة
كلانا جامحٌ كالانتقام - كلانا وديعٌ كالعفْو 
أنتِ قويّةٌ كأعمِدة المَحْكَمَة - وأنا دَهِشٌ كَمَغْبونْ
وكلما التقينا، تحدَّثْنا بلا توقّف، كمحامِيَيْنْ
عن العالَمْ" - مريد البرغوثي 1983

- "رضوى عاشور جزءٌ مما سيصنعه هذا الجيل في أيامه الآتية وهو جزءٌ مما صنعته في أيامه الماضية" - مريد البرغوثي.

- "ماتت رضوى إذن.
لا يمكن لمن أحب حرفها ذات يوم إلا أن يشهق جزعاً.. كما لو أن غرناطة قد سقطت للتو..
في كل مواسم أحزاننا لا يزال لصاحب الحرف عند من يقدّره مكانة لا تشبه مكانة أحد.. وقد كان حرف رضوى مختلفاً في زمن التشابه، قوياً في زمن الضعف، عميقاً في زمن السطحية.." - أحمد خيري العمري.

القسم الثالث: قالت رضوى


- "أكتب لأني أحب الكتابة، أقصد أنني أحبها بشكل يجعل سؤال "لماذا" يبدو غريباً وغير مفهوم" - رضوى عاشور، صيادو الذاكرة.

- "العمر حين يطول يقصر، والجسد حين يكبر يشيخ، والثمرة تستوي ناضجة ثم تفسد، وحين يقدم النسيج يهتريء" - رضوى عاشور، ثلاثية غرناطة.

- "الكتابة تأتي، تأتي من تلقاء نفسها فلا يتعيّن عليّ سوى أن أقول مرحباً وأفسح لها المكان" - رضوى عاشور، قطعة من أوروبا.

- "الذاكرة لا تقتل. تؤلم ألماً لا يطاق، ربما. و لكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه و نملي إرادتنا عليه" - رضوى عاشور، الطنطورية.

- "أحب الكتابة لأن الموت قريب، الواقع يشعرني بالوحشة والصمت يزيد وحشتي، البوح يفتح بابي فأذهب إلى الآخرين" - رضوى عاشور، صيادو الذاكرة.

- "هناك احتمالٌ آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا" - رضوى عاشور، أثقل من رضوى.

- "اختزال الحياة إلى مأساة خالصة، منزلقٌ إلى الكذب" - رضوى عاشور، أطياف.

- "الصغار الذين يواجهون الدبابة فى فلسطين، يفعلون عملاً جنونياً، يختارون لحظةً مطلقة من المعنى، و القدرة، حرية مركزة و بعدها الموت، يشترون لحظةً واحدة بكل حياتهم، هذا جنون، و لكنه جنونٌ جميل لأن اللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز و المهانة.." - رضوى عاشور، قطعة من أوروبا.

- "عدت للكتابة عندما اصطدمت بالسؤال: (ماذا لو أن الموت داهمني؟) ساعتها قررت أنني سأكتب كي أترك شيئًا في منديلي المعقود، وأيضًا لأنني تنبهت – وكنت في الرابعة والثلاثين من عمري - أن القبول بالنسبي أكثر حكمة من التعلق بالمطلق، وأن الوقت حان للتحرر من ذلك الشعور بأن عليَّ أن آتي بما لم يأتِ به الأوائل أو أدير ظهري خوفًا وكبرياءً". رضوى عاشور، صيادو الذاكرة.

- "كونوا واقعيين، واطلبوا المستحيل" - رضوى عاشور، فرج.

القسم الرابع: أبرز أعمال رضوى


- حجر دافىء، 1985.
- سراج، 1992.
- ثلاثية غرناطة، 1998.
- أطياف، 1999.
- تقارير السيدة راء، 2001.
- فرج، 2008.
- الطنطورية، 2010.

- الجوائز والتكريمات:
 - كانون الثاني 1995: جائزة أفضل كتاب لعام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
 - تشرين الثاني 1995: الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة.
 - يناير 2003: كانت ضمن مجموعة من 12 أديباً عربياً تم تكريمهم، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
 - أكتوبر 2007: جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان.
 - ديسمبر 2009: جائزة تركوينيا كارديللي في النقد الأدبي في إيطاليا.
 - أكتوبر 2011: جائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا.
 - ديسمبر 2012: جائزة سلطان العويس للرواية والقصة.

Read more…