كتب مريد البرغوثي في رائعته "رأيتُ رام الله"* في الصفحة 128:
"الحروب الطويلة تولد السأم. ذات ليلة تباريتُ مع رسمي أبو علي في تعداد كل المفردات الشعبية في اللهجات الفلسطينية المختلفة لكلمة "صَفَعَهُ" أي ضربه بالكف. كانت الكهرباء مقطوعة طبعاً، وكلُّ واحدٍ منا في سريره يخاطب الآخر دون أن يراه.
لم نترك كلمةً إلا تذكرناها. يقول لي تصبح على خير ونسكت لثوان، فإذا بأحدنا يتذكر مفردة طازجة فيرفع اللحاف عن وجهه بحركةٍ مظفّرة ويصيح بالآخر "سَنُّه كف" مثلاً، وتبدأ دورة الاجتهاد مرةً أخرى.
كنا قد أتينا في تلك الليلة على جَبَدَهُ وقَهَدَهُ ورَزَعَهُ ولاحهُ وشَفَّهُ وهَفَّهُ وسَنَدَهُ ولَفَّهُ ولّطَّهُ ورَنَّهُ وسَفَقَهُ ونَدَفَهُ وزاحَهُ وهَبَدَهُ ورَقَعَهُ ولَخَّهُ وفَقَعَهُ ولَهَفَهُ وطَجَّهُ ومَزَعَهُ وشَمَطَهُ وناوَلَهُ إلخ."
*مراجعتي لهذه الرواية على موقع goodreads:
0 comments :
Post a Comment