Saturday 11 March 2017

أكتب لأني أحب الكتابة

#أكتب_لأني_أحب_الكتابة -- "مقال" بعنوان: "عم بكتب 'مقال' بس لإنه جاعبالي أكتب"، إحم:

الفضاء المفتوح ومنصات الكتابة التي أصبحت تفوق عدد سكان العالم والنشر المجاني وحتى المدفوع حمّست الكثيرين منا لتجربتها ومكّنتنا من أن نصبح جميعاً "كتّاباً مرموقين" حتى لو كان كل ما نكتب "فاشوش بفاشوش"، أو حتى، لو لم يكن لدينا شيءٌ نكتبه.

لكن صدقاً، الموضوع ليس مزاحمة. ليس شرطاً أن أُطلق العنان للوحة مفاتيحي في يوم الحب ويوم المرأة وعيد الأم وعيد الشجرة ويوم الاستقلال ويوم الأرض ويوم أن تكون السماء صافية والعصافير تغرّد، ويوم أن تكون السماء ملبّدة بالغيوم، وفي كلِّ حينٍ وحال!

كاتبة عظيمة كرضوى عاشور - رحمها الله - تقول أنها تهاب الكتابة؛ الكتابة لها هيبة، تنتظر تخمّر الأفكار في لُبّها، وحين تأتي اللحظة المناسبة يكون فعل الكتابة ما هو إلا سكبٌ إبداعي لكل تلك الأفكار والكلمات التي تخمّرت ونضجت في مخيلتها - لا شيء قبل ذلك.

مُذ قرأتُ ذلك منها - منذ زمن - وأنا أتفكرُ بذاك الرقي والتواضع. أصبحتُ أفكر أنه لا يمكنني أن أكتب كلما رغبتُ بذلك. لا يمكنني أن "أجبر نفسي على الكتابة" فقط لأنّ التوقيت مغرٍ أو "القصة فايعة"؛ أنتظر أن تدفعني الفكرة لكتابتها، أن تتخمّر وتجعلني أحك جلدي حتى أشكّلها وأكتبها في انسيابية وسرعة مطلقة. فأن أجبر نفسي على الكتابة دون دافع يجعل الكتابة صعبة طويلة مملة وشاقة بلا روح. أما الإلهام والفكرة المناسبة تجعلها فعلاً عفوياً مريحاً سلساً لا يتطلب التكلّف والعناء.

جمال الكتابة في نوعها وليس كمّها. أن أقرأ لك مرةً في السنة، فتُسكرني كلماتك ويُلجمني منطقك وروعة ما تكتب أحبُّ إلي بكثير من أن أقرأ منك "مقالاً" تختمه بهاشتاج اسمك في كلِّ شاردةٍ وواردة بلا روحٍ أو معنىً أو حتى لازمة.

الكتابة ليست حكراً على أحد. ولا يُشترط أن تكون منمّقة ومهذّبة حتى تصل قلوب وعقول الناس. أنا لا أقصد ذلك. لكن أن تكتب فقط بهدف الكتابة فهذا أمرٌ عجيب. أكتب "مقالاً" وأسمّيه "أريده رجلاً"، مثلاً، وأتحدث فيه عن الشمس والطبيعة وجمال خلق الله وقلة الرجال وارتفاع الأسعار فقط لأنني أريد أن أكتب "مقالاً" عن الرجال أمرٌ عجيب، عجيب.

وآه والله، تستطيعين أن تكوني "شخصيةً عامة" لا تتقن الكتابة ولم تنشر يوماً. آه والله. يعني كونك "مهندسة فلتة" أو "مصممة أزياء" أو "فنانة" أو "ريادية أعمال" أو أو، لا يوجب عليكِ بالضرورة أن تُتقني الكتابة وتتحفينا بكل تلك "المقالات". لن تقلّ هيبتك أو شهرتكِ في مجال عملك لأنكِ لم تنشري يوماً. آه والله. عادي جداً، الكتّاب المحترفون لا يُشترط عليهم أن يتقنوا الهندسة وتصميم الأزياء والفن وريادة الأعمال، وو..

يعني بالعامية، مش لإنه كل حدا حولي عم يكتب كل يوم "مقال" بصفّي لازم أكتب كل نصف يوم "مقال". يعني بالضبط زي مبدأ إنه مش لإنه كل حدا حولي تزوج وأنجب صفّى لازم أعمل هيك. #يا_أختاه. 

وجد والله، أن يهلّل كل البشر لـ"مقال" أو "كاتب/ة" معيّن/ة لا يساوي بالضرورة أنه خارق لقوانين الطبيعة. "#الأكثر_قراءةً" و"#الأكثر_تداولاً" لا يمنح صف الكلام ذاك صك الغفران. أتصفح بعض تلك "المقالات" بدافع الفضول، وفي أغلب الأوقات لا أتجاوز الفقرة الأولى من غرابة ما أقرأ. اختيار العناوين البرّاقة والمثيرة للجدل خادعٌ في كثيرٍ من الأحيان. وينمُّ عن الدهاء، أكثر من الحنكة -- الأدبية أقصد! #فلنتفكّر

قليلٌ من التصالح مع الذات جميل، وبرّاق، ومشرق. فكرة أن أتصالح مع ذاتي وأقنع نفسي أنه من الممكن أن يمر اكتشاف كواكب صالحة للحياة وأن يتوّج محبوب العرب وأنّ مارك زوكربيرج وزوجته بريسيلا ينتظران مولودتهما الثانية، وأنّ توأمي جورج وأمل كلوني قد يريا النور - اثناهما - وأنا لم أكتب بعد حرفاً واحداً هو أمرٌ طبيعي. وقد تراني أتاني الإلهام لأكتب عن كل تلك الأمور وأكثر في أسبوعٍ واحد، عادي جداً، أيضاً. فالحياةُ مواسم! آه والله.

#كوني_امرأةً_داهية #كيف_تأسر_قلوب_الفتيات #الأرض_واسعة #السماء_صافية #ماما_ماما_عاد_بابا

0 comments :

Post a Comment