التقليب في الدفاتر القديمة - حرفياً - هو أحد مصادر السعادة في بعض الأحيان، ومصدر للمفاجآت واللطائف المنسيّة في كثير من الأوقات!
اليوم وأنا أُقلّب دفاتري القديمة بحثاً عن ذكرى معينة صادفتُ النص التالي الذي ذكّرني بشغفي القديم/الحديث بالكتابة. في الحقيقة، ارتسمت ابتسامة على وجهي وأنا أتذكر تفاصيله تماماً: كانت عمّتي تقنعنا حينها بالانتساب والكتابة لصالح مجلة أطفال. أذكر حماسي للفكرة مصحوباً بخوفي أن لا أتمكن من كتابة قصة بالمستوى المطلوب. ركضتُ وقتها إلى إحدى "أجنداتي" وكتبتُ قصة "شيّقة جداً (جداً)" بعنوان "تلوّث البيئة" لأحاول المشاركة بها. من الواضح أن القصة كانت "شيّقة جداً (جداً)" وداعبت مخيّلتي كثيراً كي أجدها مكتوبةً مرتين، في "أجندتين"، كما يظهر في صورة النص الأصلي هنا؛ حيث كان اسم "البطلة" في النسخة الأولى "راما"، قبل أن يتحول إلى "منى" في النسخة المنقّحة والنهائية. أذكر خيبة أملي حين لم أنشر ما كتبت في المجلة بالنهاية لأسبابٍ لوجيستية على شاكلة بُعد المسافة والانشغال بالدراسة وعدم مناسبة أوقات اجتماعات لجنة المجلة.
فكّرتُ اليوم: لم أنشرها في حينها، أنشرها الآن! كتبتُها بعمر ١٠ سنوات ونصف (#هرمتُ_فرُدّي_نجوم_الطفولة). أضعها هنا بكل بساطتها وأخطائها النحوية واللغوية والترقيمية! (لا "نقطة" في النص؛ جميعه "فواصل"!). أنقلها بذات تشكيل الأحرف وذات الترتيب. الأمر أشبه تماماً بقراءة "موضوع تعبير" كتبته قبل ١٧ عاماً! :)
تخيل أنك كان من الممكن أن تدفع نقوداً كي تبتاع مجلةً تقرأ فيها هذه القصة "الشيّقة" جداً (جداً)! :)
----------------------------
"تلوّث البيئة:
في قرية جميلة هادئة وفي بيت ريفي جميل كانت تعيش فتاة جميلة تدعى "منى"، كانت "منى" تحب الاستطلاع على كل شيء مفيد ممّا جعلها من أذكى أذكياء القرية، وفي يوم من الأيّام وبينما كانت "منى" تقوم بنزهة استطلاعيّة في القرية المجاورة لاحظت "منى" شيئاً غريباً، كان هذا الشّيء دخانٌ أسود يملأ سماء القرية، ظلّت "منى" مستغربة ومتعجّبة فمن أين أتى هذا الدّخان الأسود الذي يملأ سماء القرية؟
حاولت "منى" معرفة من أين أتى هذا الدّخان فتبعته إلى أن وصلت إلى مصنع كبير فدخلته وكان مليء بالعمّال، قالت لأحدهم: تعال وانظر معي إلى هذا الشيء الغريب في الخارج، قال العامل: ما هو هذا الشيء؟ قالت له: دخانٌ أسود يتصاعد من مصنعكم وقد ملأ القرية منه، ضحك العامل ثمّ قال: إنّه دخانٌ ينتج بعد تصنيع المواد الأوّلية، قالت "منى": وهل هو ملوّث؟ قال العامل: أعتقد ذلك، صاحت "منى": أوه، إذن فالنّاس يتلوّثون من هذا الدّخان، قال العامل بتردّد: أوه.. في الحقيقة.. آه.. نعم.
قالت "منى": وليس ذلك فقط بل أيضاً هذا الدّخان يلوّث الهواء والحيوان والنّبات وقد يصل إلى المحيطات والمياه والأسماك والكائنات البحريّة، فيؤدّي ذلك إلى نتائج غير جيّدة أليس كذلك.. ها.. أجبني!
قال لها العامل: أنت محقّة ولكنّي لست المسؤول عن ذلك فهناك مديرنا وهو المسؤول عن كل ذلك، ذهبت "منى" إلى المدير وأخبرته بالموضوع أجابها المدير: أنت محقّة يا صغيرتي فإنّه من الواجب علينا المحافظة على البيئة وأعدك بأنّي سأحاول قدر الإمكان أن لا ألوّث البيئة بدخان مصنعي وأرجو من جميع مدراء المصانع القيام بنفس العمل الّذي سأقوم به فهو شيءٌ يساهم في تطوير بلدنا وعدم تلويث بيئتنا.
وتقول لنا "منى" أعزائي ليس هذا فقط بل هناك صور أخرى من تلوّث البيئة أهمّها دخان السّيّارات والمياه العادمة وغيرها من الصّور الملوّثة للبيئة وأرجو منكم تجنّبها حتّى لا تلحق بكم وبالبيئة بشكل عام أخطار جسيمة.
- انتهت -".
-- ديانا نصار / حزيران، ٢٠٠٠.
0 comments :
Post a Comment