زرتُ اليوم معرض عمّان الدولي للكتاب في يومه الأخير. أثارت هذه الزيارة في رأسي مجموعة من الأفكار الوجودية عن علاقتي بالكتب، أهذي بها هنا. #هذربات
-------
(١) أنا أرتبك حين أجد "خمسطعشر" مليون كتاب أمامي! كيف لي أن أتصفّح عناوينها جميعاً؟ مسح سريع؟ واحداً واحداً؟ ماذا لو فاتني أحدها؟ لو فاتتني كلها؟ المرور "الصادق" بكلِّ عناوين الكتب هذه يحتاج أياماً في أقل تقدير.
(٢) ذائقتي في الكتب تغيرت كثيراً عبر السنين. هناك مواضيع ومؤلفات وكُتّاب أحببتهم في صغري. الآن، أرى أسماءهم فأبتعد. ليش هيك؟
(٣) هل حقاً أنا بحاجة لقراءة كل هذه الكتب؟ هل أنا بحاجة للقراءة أصلاً؟
(٤) كطفلة، اشتريتُ كتابي الأول "قصص الخلفاء الراشدين للأطفال" من معرض كتاب في زيارة مع المدرسة. أحببتُ معارض الكتب في صغري أكثر!
(٥) في صغري أحببتُ الكتب العربية أكثر من الإنجليزية. كلما كبرت كلما جذبتني الكتب الإنجليزية أكثر. لم أعد أصادف مواضيعاً جاذبة بجدية بالعربية بنفس تلك المتواجدة بالإنجليزية. ذهبتُ إلى المعرض بالتحديد حتى أُجدّد علاقتي بالمؤلّفات العربية.
(٦) أنا تعجبني الكتب الأنيقة. النظيفة. أحب الطبعات البرّاقة. لا أحب الكتب المستعملة. قد أحب المُعتّقة، فتلك لها رونقٌ جاذب. لكني لا أحب المهملة، المُهترئة، وكأنّ أحداً سكب عليها الشراب!
(٧) بكل التعميم الذي على وجه الأرض: دور النشر اللبنانية يعني سلامة اللغة، الجمال، الورق الثقيل، الرائحة المميزة. دور النشر المصرية يعني كل مواضيع الدنيا، الورق المصفر في الغالب، رائحة مختلفة، حرف الياء يُكتب بدون تنقيط (يعنى). لكل واحدة رونق وأصالة وجمال مختلف.
(٨) كيف يعني "الأعمال الكاملة لنزار قباني" ٤٠٠ صفحة؟ وفي طبعة أخرى ٣٠٠؟ من أصدّق؟ الكاملة؟
(٩) مولانا جلال الدين رومي صاير موضة. بس أنا بحبه من زمان، والله.
(١٠) يكفي أن تضع شيئاً من الأندلس في عنوان كتابك حتى تلتقطني! اشتريتُ رواية اسمها "ربيع قرطبة" فقط لأنّ فيها "قرطبة" -- وأنا لا أنخدع بالعناوين. كيف نُشفى من حبِّ الأندلس؟ (وبالمناسبة، شو صار بسلسلة مسلسلات الأندلس لحاتم علي ود. وليد سيف؟).
(١١) الأطفال المتقافزة في المعرض جميلة جميلة، كتب الأطفال جميلة وغريبة. بس، شو بالنسبة لموضة "قصص الأنبياء (المصوّرة) للأطفال"؟ و"قصص التنمية البشرية للأطفال"؟ 🤔
(١٢) سعدتُ لسببٍ ما بمشاركة دور نشر من سوريا! كتبهم عن قواعد اللغة العربية وتدريسها ذكّرتني كم أحب سلامة اللغة العربية عند السوريين! (تعميم، تعميم).
(١٣) أردتُ أن أشتري كتباً خفيفة. خرجتُ بمجموعةٍ من كتب الأدب الساخر (شكراً لدور النشر المصرية)، روايتين من الأندلس، شعر، وقصص لرضوى عاشور. فقط هكذا.
(١٤) بس برضه لمّا روّحت على البيت ماما حكت: "وبعدين يا ديانا؟ وين رح تروحي في هدول كمان؟". وكان ردي المعتاد: "لازم أجيب خزانة جديدة من إيكيا"! 😂
0 comments :
Post a Comment