عام ٢٠١٠، كطالبة في كلية الهندسة في الجامعة الأردنية، سجلتُ في مختبر الأنظمة المُضمنة "Embedded Systems". الأنظمة المُضمنة هي أنظمة - غير مرئية للمستخدم - تكون مُضمنة في منتج أكبر لأغراض التحكم عادةً. موجودة في الأجهزة المنزلية (الثلاجة، المايكروويف، ..)، إشارات المرور، الأنظمة العسكرية وغيرها. فمثلاً، في نظام المرور، كيف تُضيء إشارة باللون الأحمر لإيقاف السير في جهة فتُضيء إشارة أخرى باللون الأخضر لبدء السير في جهة أخرى؟ ما الذي يُسير النظام كاملاً ويضمن اتّساق الإشارات؟ الجواب التقليدي والمختصر جداً هو وجود نظام مُضمن للتحكم بعمل منظومة السير وفق قواعد مبرمجة تعمل بالزمن الحقيقي.
المهم، كان مطلوباً منا في ذلك المختبر تصميم وتنفيذ نموذج متكامل (hardware + software) يُحاكي نظاماً مُضمناً من الحياة العملية. يتضمن المشروع تصميم النظام وتركيب القطع وكتابة البرمجيات اللازمة لتشغيله.
اقترح عليَّ أشرف، مهندس المختبر المسؤول وقتها، أن أنفّذ نموذجاً للنافورة الراقصة في لاس فيغاس لذلك المشروع. لم أكن قد سمعتُ بها حينها، لذلك، عندما شاهدتُ فيديوهاتٍ لعروض تلك النافورة ذُهلت تماماً من جمال الفكرة وعبقرية التطبيق!
لكن الأهم، أنني - حقيقةً - حينها رأيتُ تلك النافورة كخيال، كشيء بعيد، ممكن أن أراه في الأفلام، فقط. لم أتصور حينها أنني بعد ٨ سنوات من تلك القصة سأكون حاضرةً في لاس فيغاس أمام النافورة ذاتها لالتقاط فيديو - كأولئك الذين أدهشوني حينها - لكن من كاميرا هاتفي الشخصي أنا هذه المرة.
كانت هذه الذكرى فعلاً الفكرة الأولى التي قفزت إلى رأسي وأنا أقف هناك وأشاهد هذه الرقصة البارحة مساءً...
-----------------
* نافورة دبي أكبر وأبهى وأكثر إدهاشاً. على الأقل يملأ صوتها المكان؛ هذه تسمع صوتها من بعض السماعات الموزّعة فلا تتحقق ذات التجربة السمعية.
** بالنهاية لم نُنفّذ فكرة نموذج النافورة لمشروع المختبر واستعضنا عنها بنظام لتوزيع الطعام في أحواض السمك.
*** الدهشة جميلة! وتُفرح القلب :)
0 comments :
Post a Comment